أيها الإخوة المسلمون
باتحادنا قوتنا، ولا مناص من بقائنا متماسكين ونحن كافلون إذا تمسكنا بديننا أن يموت أعداؤنا بغيظهم.
ولا بد ونحن في هذه النقطة بالذات من العقيدة الإسلامية ووحدانية الله الواحد الأحد من إيراد آية في سورة الحجرات هي الآية التاسعة:
وقال في الآية العاشرة: وتتتابع الآيات من سورة الحجرات راسمة خط المسلمين وأوامر ربهم لهم لتدوم لهم عزتهم وكرامتهم.
ويتابع الله سبحانه أوامره لعباده:
لقد منَّ الله علينا بفضله العميم وقرآنه الكريم لنتمسك بما أمر وننتهي عما نهى ونشد عضد إخواننا في الدين ونرتبط مع بني الإنسان برباط الأخوة في الإنسانية إلا من تنكر للطريق القويم وابتعد عن الإنسانية الحقة وغرته الحياة الدنيا وراح يبذر بذور التفرقة في بني آدم ليرتفع درجات ولو على حساب هبوط الآخرين.
وها هو ذا رسول الإسلام وسيِّد المرسلين يقول في تهجده في ليلٍ ليدلنا على طريق الإسلام الصحيح وواجب كل مسلم تجاه ربِّ العالمين:
«اللَّهمَّ لك الحمد، أنتَ قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهنَّ لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض، ولك الحمد أنت الحقُّ ووعدك الحقُّ ولقاؤك حقُّ، وقولك حقُّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، والنبيّون حقٌّ، ومحمد حقٌّ، والساعة حقٌّ. اللَّهمَّ لك أسلمتُ، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنَبْتُ، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسررتُ وما أعلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أو لا إله غيرك.
إخوتي الأفاضل! هذا رسول رب العالمين، وذو المكانة التي لم يصل إليها أحد من الخلق غيره، والذي غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر يتهجد في الليل بهذا التهجد الذي أوردناه ويصلي من النوافل ما شاء الله له، حتى ليُسأل مراراً: أنت تكثر من العبادات بشتى أشكالها من صيام وصلاة وحج وتلاوة قرآن وتوحيد لرب العالمين حتى لا يترك وقت من أوقاته إلا ويملؤه بالعبادة حتى إذا وجد بعض الوقت ملأه بعبادة ربه كمثل تعليم المسلمين أمور دينهم فلا يترك شيئاً ينبغي له تعريفهم به إلا فعله، ويتوسع في خدمة أهله، ويرقع نعله أحياناً ويرقع ثوبه.
يسأله أصحابه عن هذه العبادة المتواصلة وقد غفر له ما تقدم وما تأخر فيأتي جوابه C : «ألا أكون عبداً شكوراً؟». فإذا كان رسول الله هكذا في أقواله وأفعاله، فما أجدرنا أن نستفيد من هذه الدروس التي قدمها للمسلمين، وما أجدرنا أن نحسَّ بعبوديَّتنا الحقة لله ودوام تنفيذ أوامره وتعالى، وإن كنا نعترف بالتقصير. وعدم القدرة على الوصول إلى العبادة التي يقوم بها رسول الله، فإننا نعاهد الله على القيام بواجباتنا الاسلامية بدءاً بإيماننا بوحدانية الله وانتهاء بكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأخيراً وفي هذه الوقفة عند العقيدة الإسلامية ووحدانية الله وتوحيده، قد يراجعنا البعض أو يتهموننا ببعض التقصير، ولذلك نجيبهم بأننا أخذنا على أنفسنا الابتعاد عن التعقيدات التي لا تجدي والحذلقات التي تفرق، وكل أبحاثنا تهدف إلى رضا الله وتوحيد كلمة المسلمين، وحب الإنسان أينما وجد والرجاء لكل بني آدم الهدى والرشاد. ولا بد من ختام بحث العقيدة الإسلامية والإيمان به تعالى بقول رسول الله C : «حق المسلم على المسلم خمس: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس».
|