الحسيني : الحوار مع الآخرين أكثر من ضرورة ومقاطعتهم مخالفة عظيمة
الحسيني : الحوار مع الآخرين أكثر من ضرورة ومقاطعتهم مخالفة عظيمة
أيها الأحبة :إن فرعون الذي ذبح أبناء بني إسرائيل، فرعون الذي استحيا نساءهم، فرعون الذي ملكهم، وعبّدهم،فرعون الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾.
ومع هذا جاء الطلب من رب العالمين ملك الملوك الذي بيده كل شيء العزيز الجبار الى نبي الله موسى ووصيه هارون (عليهما السلام) بالحوار مع فرعون، قال تعالى:
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾.
نعم، الحوار مع الآخرين مطلوب بل هو ضرورة ولكن بالأسلوب السلس الهادئ بعيداً عن الغلظة عبر التبشير لا التنفير، بالتيسر لا التعسير، بالرحمة لا القسوة،فليست القسوة والتعنيف من الشريعة ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل.
اوصيكم علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾.
أيها الأحبة : أوصيكم ونفسي مهما كانت الخلافات الدينية والإنقسامات السياسية والخصومات الدنيوية مع الآخرين إياكم من استعمال اسلوب السب والشتم، وإياكم من مقاطعتهم أو تعنيفهم بل اجعلوا الحوار باباً ومدخلا إليهم انطلاقاً من القاعدة القرآنية:
{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }.
ربنا اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه.
السيد محمد علي الحسيني.