العلامة الحسيني :إن خطب الجمعة من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى وفيها الاهتمام بشؤون وأحوال البلاد والعباد
أم سماحة العلامة المرجع السيد محمد علي الحسيني صلاة الجمعة في مصلى بني هاشم في الضاحية الجنوبية لبيروت بحضور حشد من المؤمنين ، والقى خطبة الجمعة وتناول فيها المعاني السامية لخطب الجمعة ، كما تطرق إلى المواضيع السياسية الراهنة .
وجاء في الخطبة :
بسم الله الرحمن الرحيم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}
الحمدلله نحمده,ونستعينه ونستغفره,ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا,والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم أنبيائه الكرام سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله {ص}وعلى آله وأصحابه المنتجبين.وبعد:
الحمدُ والشكر لمن شرَّف يوم الجمعة على سائر الأوقات، وفضّل صلواته على جميع الصلوات، فالجمعة عيد للمسلمين والخير فيه، وقد خصَّه الله بسورة في كتابه العزيز من دون الأيام، وجعل الثواب فيه مضاعفاً والأجر كبيراً، وجعل له حقوقاً وآداباً ومستحبات، كالتطَّيب، وتقليم الأظفار، وأخذ الشارب، فضلاً عن الصلاة والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن، إلى تأكيد الاستحباب ,وكراهة ترك الغسل فيه.
فإن الله سبحانه وتعالى حكيم في شرعه وقضائه وقدره، فمن ذلك ما فرض من الاجتماع العام والخاص، ففي يوم الجمعة أمر الله تعالى بالسعي إلى ذكر الله وترك ما يشغل عن الصلاة والذكر من أمور الدنيا، وشرع في هذا اليوم الخطب المنبرية التي يصغي إليها الجمع الغفير, ويصغون إلى ما يفيدهم به الخطيب وما يوجههم إليه، فلذلك نقول إن خطب الجمعة من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى وأبرز مناهج التعليم، فإن الله تعالى دعاهم إليها وأمرهم بالسعي إلى ذكر الله تعالى، أي إلى ما يذكرهم بربهم وما يستفيدون منه في حياتهم، حيث يتلقون الوعظ والتذكير والإرشاد والدلالة على ما يصلح أحوالهم، وما يعرفون به كيف يعبدون ربهم فضلا عن الاهتمام بشؤون وأحوال البلاد والعباد. راجين الله عزّ وجلّ أن يكون له فيها رضاً وللمسلمين أجر وثواب وفائدة .
أيها الإخوة والأخوات
يتجه الموقف في لبنان إلى مزيد من التأزم والتوتير ، بحيث بات يهدد بانفلات الوضع تماما ، وسط تهديدات وتهويل بالفتنة بين أبناء الشعب الواحد ، ما يقتضي من جميع الفرقاء السياسيين وقفة تأمل جدية للنظر في خياراتهم ، وخصوصا القوى المتورطة في قضايا خلافية ساخنة ذات بعد إقليمي ودولي .
إننا ندعو الجميع إلى التعقل والتبصر ، والاقتداء بالمواقف الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، لأنها كفيلة بإخراج البلد من الأزمة الراهنة ، خصوصا وان المواجهة حول أي ملف أو مسألة خلافية لن تنتهي بغلبة احد ، وإنما بتسوية وتوافق ، لذا لا يجوز اللعب بأمن البلد من اجل مواجهة يخسر فيها الجميع . وندعو للالتزام بروحية المواقف الرئاسية لما فيه خير ومصلحة لبنان الذي يواجه اليوم إحدى أخطر المراحل وأكثرها حساسية .
إن ما ينبغي التوقف عنده هو تمادي إسرائيل في سرقة الثروات اللبنانية وآخرها الاتفاق مع قبرص على تقاسم المياه الإقليمية الواقعة بينها وبين فلسطين المحتلة ، وهو اتفاق يهدف للاستيلاء الاستباقي على الغاز الطبيعي المكتشف في المنطقة . هذا الأمر وحده ينبغي أن يحث الأطراف اللبنانية كافة على وضع خلافاتها جانبا والانصراف إلى التصدي لهذا العدوان الموصوف ، والدفاع عن حق لبنان بثرواته الطبيعية .
أما في الشأن الفلسطيني فإننا نرحب بالجهد العربي عموما ، والسوري خصوصا ، والذي أثمر بدء عملية المصالحة بين حركتي فتح وحماس ، والتي ستقوي إذا استكملت ، الموقف الفلسطيني الرافض للمفاوضات – المؤامرة ، التي تحاول اسرائيل من خلالها التصفية النهائية للقضية الفلسطينية .ونستنكر اقتحم متطرفون يهود باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة لليوم الثاني على التوالي, بذريعة الاحتفال بعيد التوراة.
الجمعة:1/10/2010